زلزال وبركان.. كوارث طبيعية متزامنة تخلف عشرات القتلى في إندونيسيا

الزلزال بقوة 7.4 درجات والبركان هو الأنشط في العالم


لقي 25 شخصاً على الأقل مصرعهم من جراء ثوران بركان ميرابي، البركان الأكثر نشاطاً في إندونيسيا، بحسب حصيلة جديدة أعلنتها السلطات صباح الأربعاء 27-10-2010، فيما قتل 108 أشخاص على الأقل واعتبر أكثر من 500 في عداد المفقودين في جزر أرخبيل منتاواي الإندونيسية في المحيط الهندي، التي تعرضت مساء الإثنين لزلزال أعقبته موجات مدّ بحري (تسونامي)، كما أعلنت السلطات الثلاثاء 26-10-2010.

وكانت حصيلة أولية أعلنتها السلطات إثر ثوران البركان مساء الثلاثاء أشارت إلى مقتل 13 شخصاً.

وقال بانو هيرماوان، المتحدث باسم مستشفى ساردييتو في يوغياكارتا، المدينة الجامعية الكبرى الواقعة على بعد 25 كلم عن البركان؛ إن "25 شخصاً على الأقل لقوا مصرعهم بينهم مباه ماريجان وصحافي وعامل إنقاذ".

ومباه ماريجان هو عجوز في الثمانين من العمر يعتبره الإندونيسيون "الحارس الروحي" لبركان ميرابي، الذي يعتبره الكثيرون جبلاً مقدساً.

وأفاد مراسل وكالة الأنباء الفرنسية أن العجوز الثمانيني عثر عليه جثة هامدة داخل منزله الذي احترق، والذي يبعد حوالى أربعة كيلومترات عن فوهة البركان.

وأضاف المتحدث باسم المستشفى أن بين القتلى رضيع في شهره الثالث قضى اختناقاً.

وثار البركان وارتفاعه 2914 متراً بعيد غروب شمس الثلاثاء، وأحصيت عشرة انفجارات فيه قذف خلالها دخاناً ساماً ورماداً بركانياً لمسافة 1500 متر في الجو، كما في سفح الجبل المكتظ بالسكان بسبب أرضه الشديدة الخصوبة في وسط جزيرة جاوة. ويهدد البركان حياة أكثر من مليون شخص في حال قذف حممه.

وقال مركز سورونو المكلف مراقبة الأنشطة البركانية في إندونيسيا إنه "على الرغم من أننا لم نسجل أي ثوران منذ أمس، إلا أن الناس يجب أن يظلوا في أماكن آمنة".

وكانت السلطات رفعت مستوى الإنذار إلى حده الأقصى الإثنين خشية ثوران وشيك للبركان، كما أجلت الآلاف من السكان الذين يعيشون في قطر يبلغ 10 كلم حول فوهته، معظمهم من النساء والأطفال والمسنين.

والبركان الذي يبعد 26 كلم شمال مدينة يوغياكارتا الكبيرة، هو الأكثر نشاطاً بين البراكين النشطة في إندونيسيا. ويبلغ متوسط دخوله حالة الثوران مرة واحدة كل أربع سنوات.

وآخر حالة ثوران له كانت في حزيران (يونيو ) 2006. أغلب المفقودين جرَّاء الزلزال نساء وأطفال


ووقع الزلزال الذي بلغت شدته 7.5 درجة ومركزه على مسافة 78 كيلومتراً إلى الغرب من باجاي الجنوبية في جزر منتاواي في وقت متأخر من مساء أمس الإثنين.

وقال المسؤول بالوحدة الإقليمية لإدارة المصائب هارديمانسيا إن الزلزال دمر أغلب المباني في قرية بيتو مونجا الساحلية. وتابع "من بين 200 شخص يعيشون في القرية لم يعثر سوى على 40، ومازال 160 في عداد المفقودين أغلبهم من النساء والأطفال". وأضاف "أبلغنا أشخاص أنهم لم يتمكنوا من الإمساك بأطفالهم وأن المياه جرفتهم، والكثير من الناس يتألمون ويبكون".

وقال هارديمانسيا إن شخصاً واحداً على الأقل تأكدت وفاته في قرية مالاكوبا المجاورة واعتبر اثنان في عداد المفقودين. وقال إن 80% من المنازل في المنطقة تضررت وإن إمدادات الغذاء محدودة.

وقال رونالد، وهو ضابط شرطة من مركز شرطة سيكاكاب، إن الشرطة المحلية تبحث عن المفقودين وتقيم مراكز طوارئ. وأضاف "نتوقع أن يحتاج الناس لإمدادات غذاء ومآوي من الأمطار التي تهطل بغزارة، والرياح قوية جداً".

وقال رئيس وحدة التعامل مع الكوارث بوزارة الصحة مودجيارتو إنه تم العثور على جثتين بالقرب من جزيرة سيبورا، وأن عدداً من الأشخاص مازالوا مفقودين. وأضاف أن الأمواج التي بلغ ارتفاعها نحو ثلاثة أمتار في جزيرة باجاي الجنوبية دخلت إلى مسافة 600 متر من الساحل، وفي جزيرة باجاي الشمالية بلغت الأمواج أسطح المنازل.

وأفاد بيان أصدرته إدارة الشؤون الخارجية والتجارة الأسترالية أن الاتصال انقطع بزورق سياحي يقل ما بين 8 و10 أستراليين منذ وقوع الزلزال.

وكان مركز التحذير من أمواج المد في المحيط الهادي قد توقع أمس الإثنين وقوع أمواج مد.

وفي كانون الأول (ديسمبر) عام 2004 تسبب زلزال تجاوزت قوته تسع درجات في أمواج مد عات