زعيم دريمي Admin
المساهمات : 746 تاريخ التسجيل : 17/10/2010
| موضوع: "الإندبندنت" البريطانية تسبح "ضد التيار" بإصدار صحيفة ورقية جديدة الخميس أكتوبر 28, 2010 6:00 am | |
| في الوقت الذي تتسارع فيه معظم الصحف والمطبوعات للتحول نحو العصر الرقمي والإصدارات الإلكترونية، اختارت صحيفة الإندبندنت البريطانية العريقة "السباحة ضد التيار" بإصدارها مطبوعة ورقية جديدة ومصغرة من الصحيفة.
وتسعى الصحيفة الجديدة التي صدر عددها "صفر" صباح الثلاثاء السادس والعشرين من أكتوبر (تشرين الثاني) الحالي لتوفير المعلومة السريعة للقراء الذين يعانون من ضيق الوقت لقراءة الصحف الرصينة. رهان صعب
ووصفت هيئة تحرير الصحيفة التي سميت بـ"آي"، بأنها موجزة وذكية وتحيط بأخبار اليوم الأساسية مع تقارير وآراء في الأعمال والترفيه والرياضة.
وتتكون الصحيفة الوليدة والتي تباع بعشرين بنساً من 56 صفحة ملونة، مقارنة مع 70 صفحة لصحيفة "الإندبندنت" الأم. وتسعى الصحيفة لاستعادة جمهور القراء إلى الصحف الورقية بعد أن استأثرت الصحافة الإلكترونية على اهتمامهم. واستقبل الشارع البريطاني خبر إطلاق صحيفة ورقية يومية جديدة، والتي تعد أول إصدار ورقي في بريطانيا منذ نحو خمسة وعشرين عاماً بحالة من الفتور واللامبالاة.
ولكن هيئة تحرير الصحيفة الجديدة دافعت عن الإصدار، وتوقعت له النجاح، وقال أندرو مولينز من هيئة تحرير صحيفة "الإندبندنت" "إن الوقت لم يعد يسمح للقراء بقراءة الصحف عالية الجودة، بينما تمطرهم وسائل الإعلام الإلكترونية بكم هائل من المعلومات، معتبراً أن (آي) صدرت لتمثل نوعاً من الحل بين الورقي الرصين والإلكتروني.
وقال يفجيني ليبيديف، وهو ابن ألكسندر ليبيديف مالك الصحيفة الجديدة، "لقد أثبتنا أننا في صحيفة، إيفنينغ ستاندر، على مدار الأشهر السابقة القدرة على الاستثمار في العلامة التجارية وأن الصحافة الورقية مازالت عالية القدرة على التنافس".
وكانت مبيعات "الإندبندنت" قد تراجعت إلى 186 ألف نسخة يومياً نزولاً من ربع مليون نسخة قبل ثلاث سنوات.
وقال أندرو مولينز من هيئة تحرير المطبوعة الوليدة إن إطلاق الصحيفة الجديدة لا يعني في كل الأحوال قتل الصحيفة الأم، موضحاً أن "الإندبندنت" تسعى لتأكيد نجاح علامة تجارية مميزة بصناعة صحافة موجهة إلى الجيل المعاصر.
وتأمل هيئة تحرير الصحيفة، التي يختلف تصميمها كلياً عن الإندبندنت في توزيع 200 ألف نسخة يومياً. الورق يتراجع
وانخفض معدل توزيع الصحف اليومية في بريطانيا والتي يبلغ عددها 11 صحيفة بمعدل نحو ستة بالمئة خلال العام الماضي.
وأجبرت حالة الركود وانخفاض التوزيع،نحو 60 صحيفة محلية في بريطانيا التوقف عن الصدور، كما تراجع توزيع صحف كبرى، مثل الديلي تلغراف والتايمز والغارديان بنحو 10 بالمئة العام الماضي.
والحال في بريطانيا ليس بمعزل عما يحدث في الصحافة على مستوى العالم ككل، حيث أدي انتشار الصحافة الإلكترونية لتضييق الخناق علي المطبوعات اليومية والأسبوعية في أوروبا والولايات المتحدة، وتراجعت الصحافة الورقية بشكل كبير، فتحول بعضها إلي النشر الإلكتروني والتخلي عن محرريها أو إغلاق مكاتبها أو التوقف عن الصدور وإعلان إفلاسها للتخلص من أزماتها المالية.
وطالت الأزمة صحفاً كبرى بحجم "لوموند" الفرنسية التي أجبرتها الخسائر المالية المتراكمة علي البحث عن مستثمر لمشاركتها لزيادة رأس مالها، لتحدث بذلك تحولاً في تاريخ الصحيفة العريقة التي كانت تدار على مدار أكثر من 60 عاماً من قبل شركة يملكها العاملون في الصحيفة.
ويتوقع الخبراء والعاملون في مجال الإعلام أن تسيطر الصحافة الإلكترونية، التي تتمتع بمزايا وإمكانات يصعب توافرها في الصحف الورقية، على سوق الإعلام والنشر في غضون سنوات، فبالإضافة لسرعتها الآنية، تتفوق الصحافة الإلكترونية بقدرتها التفاعلية، وعدم خضوعها للرقابة، واعتمادها على الوسائط الإعلامية، وقدرتها على الانتشار جغرافياً بلا عوائق وتكلفتها زهيدة حيث لا تحتاج لأوراق أو حبر ومطابع ومنشآت ضخمة، ويمكن أن يقوم على إصدراها عدد محدود من الصحفيين.
وبهذا الفارق من الإمكانات يتوقع أن تختفي الصحف الورقية لتصبح شيئاً من الماضي أمام سطوة الإعلام الجديد وما يوفره من مزايا.
| |
|