أكد الشيخ وليد بن إبراهيم آل إبراهيم، رئيس مجلس إدارة مجموعة mbc الإعلامية، أن مشروع مسلسل عمر بن الخطاب الذي تشارك المجموعة في إنتاجه لن يكون حكراً على mbc والتلفزيون القطري فقط، مبيناً في تصريحات لصحيفة "عكاظ" السعودية نشرتها الخميس 4-11-2010، أن المسلسل سيعرض على جميع الفضائيات ليحقق الهدف الذي أنتج من أجله، وهو تصحيح صورة الإسلام وحسن تقديم الصحابة رضوان الله عليهم بشكل يليق بهم.

وجاء ذلك خلال حضوره الاجتماع التنسيقي ما بين المسؤولين في تلفزيون قطر ومسؤولي شبكة mbc الفضائية، وحضره الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني رئيس المؤسسة القطرية للإعلام وكل من الشيخ سلمان العودة والشيخ علي الصلابي وعدد كبير من الإعلاميين من قطر وخارجها.

وبيّن أن مجموعة mbc والتلفزيون القطري تلقيا العديد من العروض التي أبدت اهتمامها بالعمل وعرضه من قنوات عربية وأخرى غير عربية لدبلجته وترجمته وعرضه في قنوات دولهم، مثل تركيا وماليزيا وباكستان وبروناوي وغيرها.

وأشار إلى أن المسلسل سيعرض على جميع المحطات العربية والإسلامية.

وشدد على أن الهدف من العمل تصحيح تقديم التاريخ الإسلامي بشكل حقيقي وواقعي بعيداً عن التزييف والكذب، موضحاً أنه موجه لجميع المسلمين بمختلف أطيافهم، وكذلك لغير المسلمين لمعرفة حقيقة الإسلام ورموزه. في مرحلة الكتابة



مسلسل عمر بن الخطاب لتحسين صورة الإسلام وليس الربح


وقال آل إبراهيم إن العمل مازال في طور الكتابة لكنه وصل إلى مراحل متقدمة، وإن هناك اجتماعاً آخر في حال الانتهاء من كتابة النص بشكل كامل، مستطرداً أن الاجتماع الذي عقد في الدوحة اجتماع دوري لمتابعة سير العمل والاطلاع على ما أنجز من النص من قبل الهيئة الشرعية المخولة بمراجعته من الناحية التاريخية، إضافة لإطلاع الجهة الإنتاجية على ما يدور ليتم ترتيب التجهيزات الإنتاجية التي تتلاءم مع إنتاج عمل ضخم يتواءم مع سيرة ثاني الخلفاء الراشدين الفاروق عمر بن الخطاب (رضي الله عنه).

واستبعد مناقشة مسألة تمثيل دور الفاروق عمر بن الخطاب وباقي الصحابة (رضوان الله عليهم) في الوقت الحالي، وأضاف "أعتقد أنه من السابق لأوانه أن نناقش مثل هذا الموضوع في الوقت الحالي؛ لأنه قبل اتخاذنا لأي قرار حول هذه المسألة الحساسة سنأخذ آراء جميع الهيئات الشرعية بما فيها المجامع الفقهية في رابطة العالم الإسلامي ومنظمة المؤتمر الإسلامي وهيئة كبار العلماء ومجمع البحوث في الأزهر وغيرها"، مؤكداً أن العمل سيكون مطابقاً للشريعة الإسلامية، وستتم استشارة كل الجهات الشرعية والاستماع لوجهات نظرها حوله.
وقت العرض



وتطرق آل إبراهيم إلى وقت عرض المسلسل، موضحاً أن الهدف هو عرض العمل في رمضان نظراً لارتفاع نسب المشاهدة فيه وملاءمة عرض مثل هذه النوعية له، خصوصاً أنها تتحدث عن التاريخ الإسلامي، واستدرك آل إبراهيم "لكننا نركز على تجويد العمل وإظهار بحلة ممتازة على حساب الوقت والزمن".

ولفت إلى أن هناك ميزانية مفتوحة لإنتاج المسلسل، رافضاً ربطه برقم معين، وقال "لن نوفر أي جهد أو وقت أو مال بالتنسيق بيننا وبين التلفزيون القطري في إنتاج العمل، فالمسلسل خارج إطار مشاريع الربح والخسارة، لأننا نصنع عملاً يشكل أنموذجاً يحتذى للمسلسلات التاريخية الإسلامية الهادفة، وسنوفر كل ما يتطلبه العمل، مؤكداً أن كل الإمكانات المتاحة ستذلل لإنتاج المسلسل.

وحول اختيار شخصية الفاروق ومرحلته التاريخية لسردها درامياً قال رئيس مجموعة mbc "تكمن أهمية هذا العمل الدرامي التلفزيوني التاريخي الإسلامي الضخم في رمزيته والأسباب الموجبة التي أدت إلى التصميم على إنتاجه وعرضه، إذ إنه يقدم مثالاً رائعاً للمسلم المؤمن، ساعياً في الوقت نفسه لإعادة عرض التاريخ وتصحيحه وحفظه قدر الإمكان عبر الدراما، وذلك بحسب الروايات الأكثر دقة وتدقيقاً لتلك المرحلة، داحضاً تعدد الروايات من قبل من أساء ويسيء للتاريخ الإسلامي الجامع، عن قصد أو غير قصد، ومن مختلف الأطراف، في وقت يدور فيه الجدل لدى بعضهم حول القضايا أو المفاهيم المتعلقة بالإسلام أو حاضره ومستقبله ودوره في الحياة العامة".
نموذج سامٍ



وأضاف "كذلك، تكمن الأهمية المضافة لهذا العمل في توقيته ودلالاته، إذ إنه يبرز الأهمية القصوى لاستلهام شخصية استثنائية من عصر الرسالة التأسيسي كشخصية الخليفة العادل عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)، ليكون مرجعاً مرشداً وهادياً في عصرنا هذا، وكذلك أنموذجاً سامياً للحاكم المتواضع والحكم الرشيد، والعدل الشامل، والرعاية الاجتماعية ومفهوم المواطنة، والوسطية في الإسلام دون تطرف أو عنف. تلك الشخصية التي تحتاج إليها الأمة الإسلامية في يومنا هذا، أكثر من أي وقت مضى، لاستلهامها واقتفاء أثرها".

وحول اختياره لتلفزيون قطر لمشاركته في الإنتاج قال "التلفزيون القطري له تاريخ طويل في الإنتاج الدرامي التاريخي، بل هو رائد في صناعة هذه النوعية من الأعمال، وسبقنا بمراحل عديدة في هذا المجال، لذلك أردنا الاستفادة من خبرتهم وتجربتهم، وهو شرف لنا ونعتز بالتعاون معهم"، وفضل آل إبراهيم تأجيل الحديث عن قضية توزيع العمل، مشيراً إلى أنه متروك لوقت الانتهاء من إنتاجه.

واعترف بأنه يتمنى أن يكون العمل مثيراً للجدل، إضافة لتصحيح الصور المغلوطة عن الإسلام ورموزه، مشدداً على أن أهم أسباب نجاح الأعمال أن يكون مثيراً للجدل ويحقق صدى واسعاً حتى يستقطب الجمهور ويستفيد منه ويحقق الفائدة التي من أجلها أنتج.

وكانت مجموعة mbc قد أعلنت في سبتمبر (أيلول) الماضي عن تعاون مشترك مع "المؤسسة القطرية للإعلام" لإنتاج وعرض المسلسل، وتم الإعلان خلال مؤتمر صحافي مشترك حضره رئيس مجلس إدارة المجموعة الشيخ وليد بن إبراهيم آل إبراهيم، والشيخ حمد بن ثامر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للإعلام، والشيخ فيصل بن جاسم آل ثاني والسيد محمد عبدالرحمن الكواري، مدير تلفزيون قطر، بالإضافة إلى المشرف العام على مجموعة mbc علي الحديثي، وكبار المسؤولين لدى الطرفيْن.

وتكمن أهمية هذا العمل الدرامي في تجسيده لسيرة الخليفة عمر بن الخطاب ولشخصيته المركزية التي يدور حولها، وللدور الاستثنائي الذي يلعبه في تاريخ الدعوة وتأسيس دولة الإسلام، فضلاً عن مزايا تلك الشخصية وفضائلها الخاصة التي جعلت منها مرجعاً وأنموذجاً هادياً للمسلمين حتى وقتنا الحاضر.
مخرج العمل: التصوير مطلع العام المقبل



المخرج حاتم علي


وكان مخرج العمل حاتم علي قد صرح في وقت سابق بأنه سيبدأ تصوير العمل مطلع العام القادم، وأن الممثلين سيكونون من معظم الدول العربية.

وأوضح أن هناك مواصفات تم تحديدها للممثلين الذين سيشاركون بالعمل، وأن اختيارهم سيتم في الوقت المناسب,

وقال إن تحديد عرض العمل في رمضان القادم لن يكون على حساب جودة الأداء.

وإلى ذلك، ذكر مؤلف العمل وليد سيف أن الأحداث ستبدأ قبل بعثة النبي (صلى الله عليه وسلم) وتستمر حتى وفاة عمر بن الخطاب مروراً بالأحداث التاريخية المهمة التي شهدها عصره.